ومن أبرز الخصائص التي تميز الإعلام الإلكتروني:
1ـ خاصية التنوع :
كان الصحفي يواجه مشكلة المساحة المخصصة لإنجاز مقالة إخبارية ما على مستوى الصحافة التقليدية الورقية، وبما أن الصحافة تعيش على التوازن بين الفضاءات المخصصة للتحرير، والمساحات الأخرى كالإشهار (الإعلانات)، كذلك كانت مهمة الصحفي تتمثل في إنجاز عمل صحفي يوفق بين المساحة المخصصة للتحرير وبين تلبية حاجيات الجمهور.
وهنا جاء دور نسيج الإنترنت الذي يسمح بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريا، يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام.. وطريقة النص الفائق (hyper text ) هي المحرك لهذا التنويع في الإعلام والذي يمكن من إيجاد نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المقاربات والمصادر والوسائل الإعلامية ترتبط فيما بينها جميعا بشبكة من المراجع.
2ـ خاصية المرونة:
تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي "مستخدم الإنترنت "، إذ يمكن له ـ إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالإنترنت ـ أن يتجاوز عددا من المشكلات الإجرائية التي تعترضه.. ويلعب الحاسوب هنا دورا مزدوجا: فهو من جهة الوعاء المادي الذي يؤمن الاتصال بالإنترنت والتعامل معه، بالإضافة إلى وظيفته الأساسية المتمثلة في معالجة المعلومات، وتخزينها بمختلف الأشكال والطرق.
أما على المستوى الإعلامي، فتبرز خاصية المرونة من خلال قدرة المستخدم على الوصول بسهولة إلى عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع؛ وهذا ما يتيح له فرصة انتقاء المعلومات التي يراها جيدة وصادقة، والتمييز بينها وبين المواقع التي تقدم معطيات مزيفة.
ومن الفروق المهمة بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي:
ـ المساحة الجغرافية: يمكن للموقع الإعلام أن يصل عن طريق الإنترنت إلى مختلف أنحاء العالم على عكس عدد كبير جدا من وسائل الإعلام التقليدية التي تكون مقيدة بحدود جغرافية محددة.
ـ عامل الكلفة: يبرز هذا العامل خاصة على مستوى الصحافة المكتوبة وبشكل أكبر عندما يتم تأسيس موقع إعلامي إلكتروني من حيث إنه يوفر على صاحب جريدة ما جزءا من تكاليف طبع وتوزيع النسخة الورقية للجريدة ويضمن له في الوقت نفسه عددا أكبر من القراء.
ـ عنصر التفاعلية: إن أحد أهم الفروق التي تميز الصحفية الإلكترونية عن الصحيفة الورقية، بل وتميز الإعلام الجديد عن الإعلام التقليدي، هي ميزة التفاعل، والذي يكون في بعض الأحيان مباشرا، ويتيح عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع وعرض آرائه بشكل مباشر.
أشكال وإشكاليات الإعلام الإلكتروني
ومن بعض أشكال الإعلام الإلكتروني: المواقع الإلكترونية، والصحافة الإلكترونية، والإذاعة والتليفزيون الإلكتروني، وخدمات الأرشيف الإلكتروني، والإعلانات الإلكترونية، والمدونات وخدمات البث عبر الهاتف الجوال، وبث الرسائل القصيرة والأخبار العاجلة.
ومن أبرز الإشكاليات التي تواجه الإعلام الإلكتروني، صعوبة الوثوق والتحقق من صحة ما ينشر في العديد من المواقع الإلكترونية، وضعف الضوابط لضمان عدم المساس بالقيم المختلفة، وانتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية، وسهولة ارتكاب الجرائم الإلكترونية، وكذلك تفتيت الجمهور والتركيز على مخاطبة جماعات صغيرة محددة.